
كيف يرى طفلكِ يومكِ؟ نظرة مختلفة تمامًا
بينما ترين يومكِ كركض لا ينتهي بين المهام، يراه طفلكِ بطريقة مختلفة تمامًا. في هذه المقالة، نعيد رسم تفاصيل يومكِ من وجهة نظر طفلكِ… لتري ما لا ترينه عادة، وتكتشفي كم أنكِ عظيمة حتى في أبسط لحظاتك.
روتينكِ كما ترينه
ربما استيقظتِ اليوم متعبة...
حضّرتِ الإفطار، نظّفتِ، أرضعتِ، بدّلتِ، نسيتِ قهوتكِ، وانشغلتِ بمئة شيء.
ركضتِ وراء كل مهمة، وتجاوزتِ نفسكِ مرات ومرات.
لكن... كيف رأى طفلكِ هذا اليوم؟
☀️ من وجهة نظر طفلكِ:
طفلكِ لا يرى الفوضى التي ترينها.
ولا يعرف عدد المهام التي تُنهككِ.
هو يرى حبًا متكررًا، حضورًا صامتًا، ودفئًا لا يُقارن.
💡 هل تعلمين؟
هل كنتِ تعرفين أن طفلكِ يستطيع تمييز صوتكِ منذ كان في رحمكِ؟
وبعد الولادة، يُظهر دماغه استجابة خاصة لصوتكِ دونًا عن أي صوت آخر، بحسب دراسة من جامعة ستانفورد.
صوتكِ يطمئنه… يضبط معدل ضربات قلبه… ويمنحه شعورًا فوريًا بالأمان.
👶 ولماذا يبحث عنكِ بعينيه دائمًا؟
لأن النظر في عينيكِ يفعل ما لا تتخيّلينه:
يزيد من إفراز الأوكسيتوسين، هرمون الحب والترابط، في جسده الصغير… وفي جسدكِ أنتِ أيضًا!
هذا التواصل العاطفي العميق، بحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يُعد حجر الأساس في بناء ثقته بنفسه وبالعالم.
🤱 وماذا عن حضنكِ؟
هل هو مجرد راحة؟
أبدًا.
الرعاية الجسدية، مثل لمسة الجلد للجلد، تُحسّن من نمو دماغ الطفل، وتساعد في تنظيم وظائفه الحيوية… بل وتقلل من بكائه لاحقًا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
عندما تحملينه، أنتِ لا "تدلّلينه" فقط… بل تبرمجين جهازه العصبي ليستجيب للتوتر بطريقة صحية مدى الحياة.
🧸 هل تعتقدين أن طفلكِ يلاحظ لحظات "فشلكِ"؟
عندما تنسين موعدًا، أو تتأخرين في تحضير وجبة، أو تشعرين أنكِ لم تكوني "الأم المثالية"، هل تعتقدين أن طفلكِ يحكم عليكِ؟
في الحقيقة، طفلكِ لا يرى "الأخطاء" التي ترينها.
بحسب دراسات علم النفس التنموي، الأطفال في السنوات الأولى يركزون على وجودكِ وتفاعلكِ العاطفي، وليس على إنجازاتكِ اليومية.
ضحكتكِ، لمستكِ، واهتمامكِ هي ما يصنع ذكرياته الأولى، وليس ترتيب المطبخ أو إتمام قائمة المهام.
🌟 ماذا لو كنتِ تشعرين بالإرهاق؟
هذا الشعور طبيعي، وهو لا يقلل من قيمتكِ كأم.
الأمومة هي رحلة مكثفة، وأحيانًا تشعرين وكأنكِ تتسلقين جبلًا بلا نهاية.
لكن، مجرد الاعتراف بمشاعركِ والسماح لنفسكِ بأخذ استراحة قصيرة يمكن أن يعزز من سلامتكِ العقلية.
عندما تعتنين بنفسكِ، أنتِ تعطين طفلكِ أفضل نسخة منكِ… وهو يشعر بذلك.
💡 نصيحة صغيرة:
خصصي دقيقة واحدة يوميًا للتنفس بعمق أو كتابة ثلاثة أشياء ممتنة لها.
هذه العادة البسيطة، المدعومة بدراسات علم النفس الإيجابي، يمكن أن تعيد شحن طاقتكِ وتساعدكِ على رؤية جمال يومكِ بعيون طفلكِ.
💭 والآن… توقّفي لحظة
هل ما زلتِ ترين يومكِ "عاديًا"؟
هل ما زلتِ تشعرين بالذنب لأنكِ لم تفعلي "ما يكفي"؟
طفلكِ لا ينتظر الكمال.
كل ما يحتاجه… هو قلبكِ.
💞 كيف يمكنكِ رؤية نفسكِ بعيون طفلكِ؟
جربي هذا التمرين البسيط:
في نهاية اليوم، اسألي نفسكِ: "ماذا فعلتُ اليوم جعل طفلي يشعر بالحب؟"
هذه اللحظات، مهما كانت صغيرة، هي التي يتذكرها طفلكِ.
💞همسة من رحلة أمومة
أنتِ لا ترين نفسكِ كما يراكِ طفلكِ.
كل لحظة "عادية" في نظركِ، هي لحظة "حبّ" في نظره.